في الثالث من آب 2002، وضع فخامة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود الحجر الأساس لمشروع "سد شبروح". وفي الثالث من تشرين الأول 2007، كان اللبنانيون على موعد مع فخامته لتدشين واحد من أهم المشاريع الإنمائية، ألا وهو "سد الرئيس اميل لحود الانمائي"، في شبروح – فاريا، الذي يؤمن، بالجاذبية، كامل العجز في احتياجات مياه الشفة لمناطق قضاء كسروان حتى سنة 2025، ويقلص مرحليا بعضا من العجز في احتياجات قضاء المتن من مياه الشرب خلال اشهر الشحائح، بانتظار تنفيذ مشاريع مائية لحظتها الخطة العشرية للسدود، كما يوقف الضخ وأكلافه ويوفر الطاقة ويحفظ مخزون الطبقة الجوفية كاحتياط استراتيجي في المستقبل وأخيرا يبدأ بإيقاف المقولة التي تدعي بأن مياهنا تذهب هدرا الى البحر.
تحتوي هذه الصفحة على كافة المعلومات المتعلقة بهذا الإنجاز التاريخي لوزارة الطاقة والمياه - المديرية العامة للموارد المائية والكهربائية من وضع حجر الأساس بتاريخ 3 آب 2002 إلى تاريخ تدشينه في 3 تشرين الأول 2007
التفاصيل التقنية للسد
يهدف مشروع شبروح وملحقاته الى تغذية مناطق قضاء كسروان، بالجاذبية، بكمية 60 الف متر مكعب يوميا، ومن مياه الشفة خلال اشهر الشحائح مع تحويل، ولمدة محددة، كمية 12000 متر مكعب من هذه المياه لمنطقة المتن. وهو يساهم في الادارة الشاملة للموارد المائية في مناطق كسروان وجبيل وضواحي بيروت، ويتصدر مشاريع الخطة العشرية التي اعدتها المديرية العامة للموارد المائية والكهربائية.
تم اختيار لموقع السد منذ السبعينات في منطقة واضحة المعالم جيولوجيا. ساهم مجلس الانماء والاعمار والبروتوكول الفرنسي في المرحلة الاولى من الدراسة. وتم العمل بثقة وبتضامن متبادلين بين المديرية العامة للموارد المائية والكهربائية و شركة LIBAN CONSULT ومكتب كويين وباليه الفرنسي في كامل الدراسة التنفيذية ومراقبة اجزاء المشروع الثلاثة:
الاول السد: علو السد 63 متراً، طوله 470 مترا، سعة البحيرة 8 ملايين متر مكعب وهي تتغذى باكثر من ثلثيها من نبع اللبن والباقي من وادي شبروح. حجم جسم السد من الركام الصخري 1.500.000 متر مكعب، مساحة العازل الامامي من الباطون الاسفلتي 34000 متر مربع.
الثاني منشأة تحويل المياه من نبع اللبن الى شبروح: تشمل مقسم مياه بحجم 5500 متر مكعب وخط تحويل بطول 5190 مترا، وبتدفق 1.5 متر مكعب في الثانية.
الثالث محطة تكرير بقدرة 60000 متر مكعب في اليوم.
بلغ طول كافة الانفاق المنفذة في المشروع والعائدة لتصريف الفيضان ومآخذ المياه والبذل والحقن وتحويل مياه نبع اللبن الى شبروح ما يقارب 2000 متر. تتراوح اقطارها بين 3 و 4,6 متر وهذا انجاز مميز في حقل بناء السدود.
اثبت مشروع شبروح جدواه الاقتصادية وتم تقييم مردوده، فتبين انه يغطي التكاليف والفائدة عند حلول سنة 2021، أي بعد 13 عاما، وذلك باحتساب الاسس التالية: فائدة راس المال على كلفة المشروع 6% على المدى الطويل وتعرفة المتر المكعب من المياه 0.8 دولار ثابتة خلال الفترة الممتدة من 2008- 2021.
يبدأ تخزين المياه في البحيرة تدريجيا في كانون الاول 2007 وستعمل محطة التكرير بكامل قدرتها لارسال 60000 مترا مكعّباً من مياه الشفة في حزيران 2008 الى كسروان والمتن فتتحقق مع هذا المشروع اولويات الانماء في كسروان.
حفل وضع حجر الأساس
وضع رئيس الجمهورية إميل لحود أمس الأول، الحجر الأساس لمشروع سد شبروح، الموعود لأهالي المنطقة منذ 45 سنة، وسط احتفالات رسمية وشعبية امتدت على طول الطرقات من ساحل كسروان حتى موقع المشروع، في أعالي فاريا كفرذبيان وشارك فيها ألوف المواطنين ونواب المنطقة.
وجاء وضع الحجر الأساس بداية لإطلاق سلسلة مشاريع مائية في مختلف المناطق تم الإعداد لها ووضعت خرائط ودراسات بعضها، إنفاذا لمبدأ الإنماء المتوازن وتحقيق مطالب المناطق المحرومة، حسب ما أعلن رئيس الجمهورية.
حضر الاحتفال وزير الطاقة والمياه محمد عبد الحميد بيضون والوزراء نجيب ميقاتي، ميشال موسى، بيار حلو و جورج افرام وعدد من النواب والمطارنة ورجال الدين المسلمين وحشد من الفعاليات والأهالي ورؤساء الهيئات والجمعيات والأندية والمؤسسات الرسمية.
وأقيم للرئيس استقبال شعبي وأطلق الحمام الأبيض على وقع الأناشيد.
وألقى رئيس بلدية فاريا جان بطيش كلمة نوه فيها بالرئيس لحود وبالجيش اللبناني، داعيا إلى إنماء كل المنطقة. ونفى أي صبغة طائفية لمشروع السد. ثم قدم للرئيس لوحة تمثل موقع السد.
وألقى رئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح نهاد نوفل كلمة أشار فيها إلى أن المشروع لا يؤمن المياه لكسروان وبعض المتن الشمالي فحسب، بل يريح بيروت أيضا. وأشاد بوحدة موقف فعاليات كسروان لتحقيق المشروع. وذكر الرئيس لحود بالمشاريع الأخرى الملحة ومنها معالجة مشاكل البيئة والمجاري والطرقات.
وقدم نوفل للحود مفتاح منطقة كسروان. وألقى المدير العام للموارد المائية والكهربائية فادي قمير كلمة أشار فيها إلى حرص الرئيس لحود على إتمام المشروع، ووصف السد بأنه ثورة إنمائية وسياحية ستكون لها ترددات ايجابية. وقال إن السد يفيد منطقة المتن موقتا إلى حين بناء سد بقعاته.
واختتم الاحتفال بكلمة الوزير بيضون، فأكد أن الإنماء المتوازن يمثل وجها سياسيا من وجوه بناء الدولة الحديثة والمصالحة العميق الوطنية والاجتماعية. وقال: إن مجمل المشاريع المتعلقة بقطاع المياه في هذه المنطقة يتجاوز 120 مليون دولار موزعة ما بين سد شبروح وخطوط الجر الأساسية وشبكات التوزيع والخزانات وحصر ينابيع وبناء أنفاق ومحطات ضخ، وان ذلك يعطي لهذه المنطقة حلولا طويلة لمشاكل مزمنة مثل مشاكل المياه، وطبعا يعني ذلك أننا نسير باتجاه رفع مستوى المعيشة ونوعية المياه التي يتطلبها المواطن اللبناني.
وأضاف: ولا بد في هذه المناسبة أن نشدد على مشكلة الإدارة الملائمة للمشاريع، فإحدى أهم مشاكل لبنان هي انه لم يستطع أن يبني الإدارة الملائمة أو ا لمواكبة نظرا لعوامل مختلفة، منها استمرار الظروف الاستثنائية لمدة عقدين من الزمن، ولبنان بعد انتهاء حروبه وضع حوالي 7 مليارات دولار كاستثمارات جديدة في بنى تحتية ومرافق إضافة إلى الموجود، لكن مردود هذه المشاريع أو الاستثمارات لا يشعر به المواطن أو ليس على مستوى طموحات المواطن، لأننا لم نبن مع المشروع الإدارة المطلوبة لاستثماره وصيانته والحصول على أفضل مردود منه.
إننا اليوم أمام تجربة جديدة في بناء الإدارة هي المشاركة مع القطاع الخاص، ولا يمكن القول سلفا بأن التجربة ستكون ناجحة وبدون شوائب فليس من تجربة دون سلبيات ولكن الأهم لنا هو أن يشعر المواطن في مختلف المرافق بأن الدولة في خدمته وليس العكس، وان تشعر الدولة بان المواطن يحترم حقوقها كونها على علاقة سليمة به وان نشعر جميعا بأن ما ندفعه كاستثمارات موجود فعلا بين أيد أمينة من ناحية الكفاءة والقدرة. إذ من غير المعقول أن تستمر ثروتنا الوطنية ومشاريعنا عرضة لنظام المحسوبيات والإدارة العاجزة والعقيمة وان نشتكي بعدها من تراكم الديون علينا وتردي مستوى الخدمات.
وعلى الأثر توجه لحود وفارس وبيضون وعدد من الوزراء والنواب، وممثل البطريرك صفير إلى الموقع الذي ستبدأ فيه أعمال السد حيث وضع الحجر الأساس، ثم أزاح الستار عن لوحة تذكارية رخامية كتب عليها:
<<وضع فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد إميل لحود الحجر الأساس لسد شبروح فاريا كسروان، يوم السبت 3 آب 2002>>.
وبعدها، التقطت الصور التذكارية.
لحود
وخلال وجوده في شبروح، هنأ رئيس الجمهورية العماد إميل لحود، أبناء منطقة كسروان الفتوح على مباشرة العمل في السد، معتبرا أن هذا المشروع لا يشكل حلا لأزمة مياه الشفة والري التي تعاني منها منطقتا كسروان والمتن فحسب، بل هو أيضا ترجمة عملية للإنماء المتوازن الذي التزم كرئيس للجمهورية تطبيقه في كافة المناطق اللبنانية.
وقال لحود إن تجاوب الدولة مع مطلب الكسروانيين الذي يعود إلى أكثر من 45 سنة، هو تأكيد على حرصه على إنصاف المناطق اللبنانية المحرومة من جهة، وعلى تنفيذ المشاريع التي تعود بالفائدة على الجميع من جهة أخرى. وصحيح أن البلاد تمر في ضائقة اقتصادية للأسباب التي باتت معروفة، إلا أن الأمر لا يعني إحجام الدولة عن الاهتمام بالمشاريع المنتجة، لا سيما إذا تم صرف الاعتمادات المالية المحددة على المشاريع المناسبة. من هنا كانت دعوتي دائما إلى ترشيد الإنفاق وتوجيهه إلى حيث يجب أن يكون، من خلال أولويات محددة وخطة شفافة وواضحة.
وأبلغ رئيس الجمهورية الفعاليات الكسروانية انه سيسهر شخصيا على إتمام مشروع السد ضمن المهلة المحددة له، وفاء للوعد الذي قطعه على نفسه بأن يتابع عمل الإدارات المختصة، لا سيما تلك التي هي على تماس مع المواطن وحاجاته. وقال إن مشروع سد شبروح هو جزء من خطة إنمائية تحتاجها المنطقة، وانه أعطى توجيهاته إلى الإدارات المختصة لدرس الحاجات التي سبق أن قدمها له وفد بلديات كسروان الفتوح عندما زاره في قصر بعبدا، وأبرزها وضع طرق المنطقة والبنى التحتية والحد من التلوث لحماية البيئة.
ولفت الرئيس لحود إلى انه ليس أسهل من لعن الظلام، لكن الأفضل يبقى أن نتكاتف جميعا على إضاءة شمعة، وسد شبروح هو البداية والنموذج الذي يجب أن يحتذى في كافة المناطق اللبنانية.
ونوه الرئيس لحود بصبر أهالي كسروان وتصميمهم على ملاحقة تنفيذ المشروع، معتبرا أن توافر الإرادة، عامل مهم في مسيرة الألف ميل التي بدأت اليوم بخطوة كسروانية واعدة.
وعبر أخيرا رئيس الجمهورية، عن امتنانه للعاطفة التي أبداها الكسروانيون، ولمشاعر التضامن والتأييد التي عبروا عنها في مختلف البلدات التي سلكها موكبه في الطريق إلى شبروح. ورأى أن الثقة التي أولاها أبناء كسروان للدولة، ينبغي أن تبادل بمشاعر مماثلة وبرعاية مباشرة لحاجات الناس وتطلعاتهم.
وقائع حفل تدشين السد
تحت شعار "الحلم اصبح حقيقة"، دشن رئيس الجمهورية العماد اميل لحود في العاشرة قبل ظهر الاربعاء 3 تشرين الأول 2007، "سد الرئيس اميل لحود الانمائي"، في شبروح – فاريا، في احتفال رسمي وشعبي كرس انجاز العمل في السد بعد خمس سنوات من وضع حجر الاساس له، وبعد انتظار طال اكثر من 40 سنة ظل خلالها مطلب الكسروانيين باقامة سد شبروح من دون صدى، الى ان انجز السد في اطار الخطة العشرية للسدود التي وضعت بتوجيه من الرئيس لحود وكان باكورتها سد شبروح الذي يؤمن 8 ملايين متر مكعب سنويا لسد العجز الحاصل في ميزان مياه الشفة في مناطق كسروان وجزئياً في مناطق قضاء المتن وذلك حتى سنة 2025، الامر الذي يساهم في الادارة الشاملة للموارد المائية في مناطق جبل لبنان (كسروان، المتن، جبيل) ومدينة بيروت.
واعتبر رئيس الجمهورية في المناسبة ان تدشين سد شبروح يجسد ما يجب ان تكون عليه الادارة اللبنانية من فاعلية ورؤية مستقبلية وعصرنة تواكب التطور من جهة، وحاجات المجتمع المدني من جهة اخرى.
وهنأ الرئيس لحود جميع القيمين على تنفيذ هذا الانجاز المهم الذي كان حلما فصار حقيقة، مقدرا خصوصا جهود الذين تابعوا مراحل العمل فيه منذ وضع حجر الاساس له في العام 2002، معتبرا ان النتائج الرائعة التي نراها اليوم بأم العين تظهر قدرة الدولة، متى ارادت، على النهوض وتحقيق اسس الحياة الكريمة للمواطنين، بدون منة او تزلف او هدر ومحسوبيات.
وشدد رئيس الجمهورية على ان الدور الاساسي لاي دولة عصرية، هو العمل على تطوير المجتمع ومواكبة حاجات الانسان فيه، وايجاد فرص لشبابه، وتأمين الخدمات الصحية والحياتية والانمائية لشعبها. ولفت الى ان الحكومات اللبنانية المتعاقبة تقاعست الى حد كبير عن القيام بهذا الدور، والدليل الفاضح على ذلك، هو القرارات التي اتخذت في السنوات الاخيرة ولم توضع موضع التنفيذ، ومنها الخطة العشرية للسدود والبحيرات التي كان يفترض ان تنفذ في عدد من المناطق اللبنانية بشكل يحافظ على الثروة المائية في لبنان ويمنع اهدارها في البحر، وينهي مشاكل مياه الشفة والري في كافة المحافظات والمدن والقرى. الا ان الانجاز الوحيد الذي تم من هذه الخطة هو سد شبروح والذي على رغم اهميته لا يغني عن متابعة تنفيذ كافة مراحل الخطة العشرية.
وامل الرئيس لحود في ان تشهد المنطقة التي اقيم فيها السد، حركة انمائية واسعة تتكامل مع الفوائد التي يقدمها سد شبروح، لا سيما لجهة تطوير السياحة والنشاطات الملازمة لها، فيكون هذا المشروع نموذجا لمشاريع انمائية مماثلة تعم كل لبنان.
كلمة المدير العام للموارد في حفل تدشين السد
في وطن الأحلام الموؤدة، والفرص الهاربة، لا تنهزم الإرادات الحرة، إذا قيض لها فكر مبدع، وتحصنت بالعزيمة الصادقة، والثبات في تحقيق الأهداف الكبرى، أنّى كانت المعوقات.
لسنوات خلت شجّ أول معول هامة هذه الصخور، واستفاق هذا الجرد الكسرواني على حركة ناشطة خرقت هدأة المكان، مؤذنة بفجر جديد يطل من ركام الوعود التي تكدست في روزنامة الأيام.
كانت إلى الحلم أقرب، إلى أن جاء اليوم الذي شهد فيه المواطنون كيف تتبدل الأرض في شبروح، آخذة شكل السد الذي أصبح الحد الفاصل بين زمن الهدر وزمن الحصر، حصر المياه وحفظها وترشيدها، لتكون خريطة الطريق لحياة متجددة في عصر التحولات المناخية، وزحف التصحر والجفاف، والإطار النوعي للتنمية المتوازنة التي من دونها لا قيامة للبنان الواحد، ولا علاقة جدلية بين الأرض والإنسان.
في الثالث من آب 2002، وضع فخامة الرئيس العماد اميل لحود الحجر الأساس، وفي بدايات العام 2003 انطلقت ورشة العمل في ظروف غير سهلة، وتخطينا الصعوبات التي واجهتنا على غير مستوى وصعيد مع فريق العمل، ومن آزرنا، وواصلنا التحدي في تنفيذ هذا الالتزام ومضينا برعاية فخامته وسهره الدائم عهداً قطعناه إلى أن بلغ خواتيمه. واليوم وبعد مضي سنوات خمس على انطلاق العمل، يشرفني أن أُعلن إنتهاء العمل بسد شبروح، سد فخامة الرئيس العماد إميل لحود الإنمائي، فهذا الحلم الذي راود مخيلة كل اللبنانيين أصبح حقيقة. وما نرجوه هو أن يتكرر الانجاز في كل مناطق لبنان الغنية بهذه الثروة الوطنية.
لقد أصبح الحلم حقيقة، وهذه البوصلة والنموذج. البوصلة التي ينبغي أن تقود خطى من يعمل على مشروعات نظيرة. والنموذج الجدير بالاقتداء، ورسم معالم الطريق إلى الإنماء المنشود.
وإن هذا المشروع سيحقق ثورة وثروة إنمائية وسياحية لا بد أن تكون لها ترددات في غاية الإيجابية.
وإن تحقيق الخطة العشرية التي تعتمد على مفهوم الإدارة المتكاملة للمياه، يثبت أن هناك فترة ضائعة أهدرت فيها ثروات وطنية هائلة من المياه بمعدل مليار متر مكعب كل سنة في البحر في كل المناطق اللبنانية، أي 40 مليار متر مكعب على مدى هذه العقود الأربعة، وإذا احتسبنا أن مردود القيمة الاقتصادية للمتر المكعب الواحد من المياه هو 20 دولاراً في السنة حسب المعايير العالمية، نرى أن غياب سياسة السدود والبحيرات كلفت لبنان مئات المليارات من العملات الصعبة على مدى العقود الماضية من مجمل مشاريع الخطة العشرية وذلك من دون احتساب الطاقة التي يمكن أن تولد الكهرباء، وهي اجمالاً طاقة نظيفة خالية من الملوثات تقدر بـ 500 ميغاوات في العام الواحد، وهي لا تكلف شيئاً وتكاد تكون شبه مجانية لجهة كلفة الإنتاج.
وكانت بداية المشوار في الإدارة المتكاملة للمياه مع سد شبروح وقد تعاقدنا مع مؤسسة كهرباء فرنسا لإدارة هذا المشروع ولتدريب الموظفين في مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان على حسن إدارته وهي المؤسسة المكلفة توزيع المياه على المناطق المستفيدة من هذا المشروع.
إن الخطة العشرية لن تبصر النور ولن نتمكن من تحقيقها واستكمالها في كل لبنان ما لم ترفد إدارة المياه بهيكلية عصرية جديدة تتناسب مع متطلبات التطور لضمان الخدمات للمواطنين بشكل سليم وذلك بالتعاون مع القطاع الخاص في عملية الإصلاح وتدريب الموظفين، ونقول بكل فخر واعتزاز إن ما قمنا به لتثبيت مفهوم الإدارة المتكاملة للمياه قد تم تبنيه من المراجع الدولية كالاتحاد الأوروبي وذلك من ضمن سياسة حسن الجوار.
إن قطاع المياه في لبنان هو قطاع استراتيجي بامتياز، وهو ثروة الوطن، وطريقه إلى سد العجز، في الموازنة ووفاء الديون.
نحن في حاجة إلى إدارة شابة، عصرية، شفافة، كفيَّة، متحصنة بالعلم والأخلاق لتستطيع تعميم الإنماء وضمان توازنه ليصيب هذا التوازن كل لبناني. فالإدارة هي الأساس في التنمية البشرية المستدامة. وهي المرآة التي تعكس صورة الدولة ومستوى إدائها، وقابليتها لولوج مدار الحداثة وصناعة المستقبل .
تنصرم السنون، وتتساقط الأوراق من روزنامة الأيام وتتوالي العهود، وتتبدل المواقع والتسميات، وتتداول السلطات وإن الأعمال هي التي تبقى وما يحفر على صخر لا تأتي عليه عاديات الزمان، ولا يطمسه غبار النسيان، أو يطيحه بحور, فالزبد يذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.